كتب: محمود كريشان
الجيش العربي سورالوطن الحصين ودرع المواطن، وللعسكرية قيم وعلوم ومبادىء، ومن يحظى بشرف الانتساب للعسكرية ان يتحلى بهذه المبادىء والقيم، والالتزام بها ما جعل افراد الجيش العربي، يضعون العسكرية مقابل الشرف، لان هذه المفردة (الشرف) في اللغة العامية الدارجة اصبحت ملازمة مع الاردني الذي امسى يستعين بها عندما يتخاصم بشأن قضية ما مع شخص اخر، وفي الاعراف الشرف يتمثل بالاخت والام والزوجة اللواتي يصن شرف الرجل في حضوره وغيابه بحيث باتت المرأة تحتل مرتبة عالية في اوساط المجتمع الاردني، بشكل اصبح يقسم بها، وكلمة 'بشرفي' مفردة دارجة في الادب الشعبي الاردني عند الاختلاف بشأن ما.
ومن هنا فإن العسكرية 'شرف عظيم' وهذه التسمية جاءت من منطلق حماية 'الشرف' المتمثل بحماية النساء والرجال والاطفال والشيوخ من المخاطر كون ان العسكري يدافع عن شرفه وحياض وطنه ضد الاعداء، ويسهر رجاله حتى ينام الناس بأمن وسلام. ولا شك ابدا ان فلسفة دستور الشرف العسكري ترتكز على أسمى المعاني وأفضل وأنبل الغايات والمثل التي تتحلى بها وتطبقها الجندية الحقة من خلال الشعار النابع من الإيمان بالله سبحانه وتعالى والانتماء للأردن ولقيادته الهاشمية وتأكيده على صون الدستور. ووضوح المهمة الجليلة الدفاع عن الأردن والارتباط بأبناء الشعب بمختلف فئاته.
ووضع مصلحة الأردن فوق كل اعتبار، والتحلي بالأخلاق والمثل العسكرية، وعنوانها الطاعة والانضباطية، وأداء الواجبات بكل أمانة وإخلاص وحيادية، والحفاظ على الاسرار حتى بعد التقاعد. ويبقى العسكري الاردني تحت تأثير القسم الى ان يتوفاه الله تعالى وقَسَم الشرف العسكري هو: (أقسم بالله العظيم، أن أكون مخلصاً للوطن والملك، وأن أحافظ على الدستور، والقوانين والأنظمة النافذة وأعمل بها، وأن أقوم بجميع واجبات وظيفتي، بشرف وأمانة وإخلاص دون أي تحيز أو تمييز، وأن أنفِّذ كل ما يصدر إليَّ من الأوامر القانونية من ضباطي الأعلين).
وهنا.. تشرق الذاكرة الاردنية برجال دولة غادرونا بطهرهم واخلاقهم واخلاصهم، تحت تأثير القسم، مخلصين، اوفياء لمبادىء العسكرية الاردنية النقية، مدججين بصمتهم النبيل، الصمت حيث لجأوا إليه بعد التقاعد وتجنبوا الأضواء والزحام والتعليق على التحرشات أو حتى طرق الأبواب!..
هم عنوان عريض للاخلاص والالتزام باخلاق العسكرية الاردنية، على العهد والوعد، يحرسون رؤى قيادتهم الهاشمية، ويحمون حلم أهلهم، يحملون السلاح بيدٍ، وينيرون باليد الأخرى قناديل المعرفة فهم يعرفون مواعيد الوطن جيدا وهم أدرى بمواسم قمحه وزيتونه، ولا يتخلون عن عسكريتهم ومواثيقها، الى اخر الدم والزمان.
Kreshan35@yahoo.com